أخبار عاجلة

"غطاس مجارى" .. عندما تنتهى الحياة فى "بلاعة"

الثلاثاء 03 نوفمبر 2015 03:05:00 مساءً

سعيد صلاح

 رائحته الكريهة وملابسه الرثة  ليست فقراً فقط , وليست كرها فى النظافة وإنما هى كرها وجبرا عليه بسبب طبيعة عمله, فقد وضعه القدر فى تللك الخانة بين البشر وشاءت له الظروف أن يكون من بين الذين وقع عليهم الاختيار أن تكون حياتهم  تحت  الأرض, ووراء البشر يتولون أمر تصريف مخلفاتهم.

 

"غطاس المجارى" أعتدنا أن نراه يحمل فى يده مجموعة من الأسياخ الحديدية يركب دراجة قديمة شكا منها الزمن من كثرة ترحالها بحثا عن الانسداد فى أى ماسورة وعن الطفح من أى بالوعة يخرج , وفى المكان الذى نهرب منه جميعا  ونضع أيدنا فوق أنوفنا عندما نمر بجواره  يتقدم هو وكأن أنفه أعتادت هذه الرائحة الكريهة يبدأ عمله وهو يعلم أنه قد يزل إلى هذا المجهول ولا يعود ولكنه لا يملك حتى رفاهية التراجع والابتعاد مثلنا يضرب بأدواته باحثا عن الانسداد وعندما تفشل محاولاته يضطر إلى النزول من فوهه يمر منها جسده بالكاد  إلى غرفة صغيرة  يقولون عنها " غرفة التفتيش " وأحيانا " البلاعة  " هذه الغرفة التى لا تعطيه مساحة للوقوف  دائما ممتلئه بالغازات الخانقة وأحيانا القاتلة،  إلا أنه يبعث عن العطل دون أن يلتفت إلى أن بقائه طويلا فى هذه الغرفة قد يتسبب فى  نهايته خنقا,  وهو ما يحدث كثيرا حيث تنتهى به الحياة هنا فى تللك الغرفة مخنوقا  تاركا وراؤه فوق الأرض الجميع ممن رأوا البالوعة والطفح بجوارها فهربوا منها من خوفا من رائحتها .. نحن نهرب من الرائحة وهو تحت الارض يموت بسببها أنه غطاس المجارى  ذلك الرجل الذى تنتهى غالبا حياته فى "بلاعة" مجارى