فواعلى .. والأجر على الله

ربما تشير جلسته البائسه إلى تفاصيل أكثر بؤسا فى حياته ,  أطلق عينه إلى تلك المساحه القليلة من الأرض وهو محنى الرأس لا يريد أن يرفعها وكأنه يقول لكل ناظريه أنا راضً بما قسمه الله لى ولكن" جسدى " أحيانا  لا يطاوعنى  فترتخى رأسى إلى كتفى من شدة التعب.

أنه " الفواعلى " ذلك الرجل الذى يخرج من بيته قبل أن تخرج الشمس من مغربها إلى الدنيا طالبا  أن تدر عليه الدنيا  من رحمها  رزقة  ليعود مع غروبها إلى بيته يحمل فى كفيه خبز يومه وقوت قليل  يجلس دون غطاء مهما كانت حرارة الشمس أو غزارة المطر  يجل وأمامه  أدوات عمله واقفة فى ثبات تشهد هى الأخرى على قسوة العمل وقلة الرزق ينتظر مرور سيارة تنادى على من يريد العمل فيسرع رافعا معولة دون أن يسأل عن الأجر أو نوع العمل فكل ما يفكر فيه كيف سيعود إلى بيته  وفى يده "الخبز والعسل" ثم يعود مرة أخرى الى مكانه يجلس ينتظر من جديد  من ينادى عليه.