أخبار عاجلة

بالصور| سيدة تعمل «حدَّادة» منذ 20 عامًا.. دراهم:«ليا رب كريم مابيطردنيش عشان ريحتي وحشة»

الأربعاء 03 فبراير 2016 02:07:00 صباحاً

وليد جاد

في صعيد مصر الظروف تجبر الكثير أحيانًا على الخروج عن بعض عاداته خاصة فيما يتعلق بعمل المرأة، التى تجبرها الظروف أحيانًا للخروج والعمل في مهنة لا يقوم بها إلا الرجال، من أجل كسب قوت يومها وتوفير نفقات أسرتها.

 

تخرج من منزلها في الخامسة من صباح كل يوم، تمسك بنجلتها في يديها وتبدآن الرحلة إلى المدينة المقصودة، وعلى الرغم من عدم بدء عملهم إلا أن الإرهاق يصيبهما مبكرًا بسبب "الأحمال الثقيلة" التى يخرجون بها في الصباح من المنزل حتى تساعدهم في أعمالهم.

 

دراهم جاد الرب 61 عامًا، مقيمة في مركز الوقف شمال محافظة قنا، لديها 10 أبناء منهم الصغار ومنهم الكبار الجميع في تلك الأسرة لا يبحث سوى عن "لقمة العيش"، الجميع يعمل فلا يوجد مكان في تلك الأسرة لـ"العاطل" الطفلة الصغيرة تساعد والدتها في عملها، والأبناء يعملون "عمال أجرية" في الأراضي الزراعية وأعمال البناء، والأب طريح الفراش منذ سنوات بسبب مرضه.

 

الجميع في تلك الأسرة يعمل لكن "الست دراهم" وهي الأم لا تقوم بأى عمل، فقد اختارت أن تقوم بأحد الأعمال الشاقة التي لا يخوض بها سوى الرجال وهي مهنة "الحدادة"، والتى دفعتها الظروف لإنشاء ورشة صغيرة منذ ما يقرب من 20 عامًا.

 

تصنع الست دراهم "السيف والخناجر والكريك وكذلك جميع الأدوات الحديدية التى تستخدم في أعمال الزراعة ، ومن ثم بيعها في الأسواق مثل بدشنا ونجع حمادي وأبوتشت وفرشوط وقوص وقفط ومركز قنا.

 

النيران تكاد تلتهم وجه السيدة ونجلتها، ولكنها لا تبالي فقد اعتادت على الخروج كل أيام الأسبوع في جميع أسواق مدن ومراكز محافظة قنا لتبيع منتجاتها، وكذلك القيام  بإصلاح الحديد على النيران الملتهبة دون كلل أو ملل منذ 20 عامًا من أجل كسب قوت يومها.

 

تقول السيدة دراهم، إنها أصيب بمرض الفشل الكلوي منذ قرابة الـ5 سنوات بسبب أعمال الحدادة والنيران التى تنبعث في وجهها ، ولكنها تصر على العمل وستكافح من أجل الإنفاق على أسرتها وتعليم أبنائها.

 

وتضيف دراهم: تعمل معى نجلتى الصغيرة في ذلك العمل الشاق، فلديها ورشة صغيرة في منزلها تصنع من خلالها القليل من أدوات الحدادة، وتخرج في صباح كل يوم لتذهب إلى مدينة مختلفة في محافظة قنا، وتقوم ببيع تلك الأدوات وإصلاح أي أدوات حديدية أخرى على النيران، قائلةً "رزق صغير هيساعدنا في حاجات كتيرة".

 

وأشارت دراهم  إلى أنه تتمنى الراحة، إلا أن جسدها تعود على المشقة والتعب ولن تستريح سوى بوفاتها، فضلاً عن أنها تضطر لذلك لتوفير المصروفات الذي يحتاجها المنزل، خاصة أن زوجها طريح الفراش منذ سنوات ولا يقدر على العمل بعد إصابته بمرض خبيث.

 

واختتمت مأساتها، قائلة: إنها ذهبت للعديد من المسئولين للنظر إلى حالتها ومساعدتها حتى ولو بـ"معاش استثنائي" لكن دون جدوى استجابة من أى مسئول أو قيادة تنفيذية بقنا، قائلةً "الكون ليه رب يحميه ورب تطلب منه فيجيبك.. مش مسئول تروحله يطردك بره ويقولك روح ريحتك وحشة".

 

 

صور اخرى