أخبار عاجلة

بالصور.. معاناة جزيرة فاضل الفلسطينية على أرض الشرقية

الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 05:36:00 مساءً

فاطمة الديب

 

 

أطفال الجزيرة يعانون المرض والفقر .. وفرز القمامة المهنة الرئيسية للأطفال

 

ويلات الحرب تتصاعد، الإسرائيليون يتقدمون والعرب يتقهقرون، الجيوش العربية تنهزم -رغم تحالفها- إما بسوء تخطيط وإما بأسلحة فاسدة، الفلسطينيون يبدأون في الرحيل أو "الترحيل" إنها حلقة أخرى من حلقات المآسي العربية .

 

على هامش الهزيمة ومرارتها، بدأ "الشتات" الفلسطينى ومرارته إلى كل دولة عربية مجاورة بدأ بعض الفلسطينيين الهرب من "كابوس القتل والتهجير" الذي يطاردهم .

 

40 فلسطينيًا تركوا مدينتهم -بئر سبع- بعد احتلالها وطرد أهلها إلى مصر كان الرحيل، بحثًا عن الأمن والآمان لتحط القافلة رحالها في محافظة الشرقية بالقرب من مدينة "أبو كبير" .

 

على بُعد كيلومترات من مدينة "أبو كبير" بمحافظة الشرقية وخلف أسوار عالية وجدران من الطين، تقع "جزيرة فاضل" الفلسطينية ولكن على أراضٍ مصرية، الموقع معزول تمامًا عن العالم، الطريق إلى القرية ضيق ترابي بين أسوار تحيط به وتمنع توسعه، داخل القرية وبين منازلها المبنية من "الطين" تصير الطرق أكثر ضيقًا وعشوائية، أسر بسيطة ومنازل أبسط لا تحوي أساسيات الحياة في الألفية الثالثة وأطفال بدون تعليم تركوا مدارسهم ويعملون بمهن مختلفة .

 

" الشرقية الآن" توجهت إلى مقر القرية والتقت أهلها، يقول سليمان النامولي الشيخ الفلسطيني الذي بلغ من العمر 95 عاما، "وصلنا قبل نحو 66 عامًا، 40 فلسطينيا قادمين من مدينة بئر السبع الفلسطينية بعد احتلالها وطرد أهلها، لتصل بنا أقدامنا إلى محافظة الشرقية، أقمنا عددًا صغيرًا من العشش والخيام حيث بدأت حياتنا بالجزيرة، نحن بدو نحب الانطلاق والأماكن الواسعة لتربية الإبل والأغنام، ولما نزلنا الشرقية وجدنا ما طلبنا مكان واسع بعيد عن المساكن، ففُتنا به وأسميناه "جزيرة فاضل"، كل ذلك قبل الزيادة السكانية لم نرغب في الانتقال إلى مساحات أوسع أملاً في العودة إلى بلادنا".

 

رغم أنها فقدت البصر إلا أن باستطاعتها أن تطوف القرية دون مرافق المُعمرة الفلسطينية نافلة حسين حسونة والبالغ عمرها 102 عامًا، روت لـ "الشرقية الآن" ذكريات الحرب واغتصاب الأرض تقول "كانت الطائرات والنيران فوق رؤوسنا خرجنا من البيت خائفين، ومن شدة الخوف والقلق أخذت ولدي الرضيع بين يدي وهربت، وبعدما وصلت لمنطقة الأبيار اكتشفت أني أخذت المخدة وإبني سبته في البيت رجع 7 رجال يجبوه مارجعش منهم أحد" .

 

وأضافت "كان بيجيلنا معاش شهري من وزارة التضامن الإجتماعي تم وقفه وعايزه أقول للسيسي يرجعلي المعاش" مشيرةً إلى أن مديرية التضامن الاجتماعي بالزقازيق أصدرت قرارًا بقطع معاش التضامن الممنوع للاجئين الفلسطينيين مما تسبب في زيادة أوضاعهم سوءًا .

 

"عمدة الفلسطينيين" فاضل عيد النامولي، يقول: أجدادنا دخلوا تلك الجزيرة وهي عبارة عن صحراء جرداء.. وصلنا الآن إلى نحو 3500 شخص، جميع الشباب بالقرية يمتهنون المهن الموسمية وهي (العمل بالأراضي الزراعية وجمع المحاصيل الزراعية، كالموالح، ومنهم جزء يعمل بالحرف المهنية ، والجزء الآخر في جمع القمامة) ونعمل على حل مشكلاتنا اليومية والحياتية بالطرق العُرفية والودية بالديوان، حيث يوجد مجلس عرفي مكون من 7 أفراد منصهرين تمامًا مع المجتمع المصري، على المستوى الشعبي والرسمى مع الاحتفاظ بالعادات والتقاليد.

 

ويضيف النامولي: أطالب فقط أجهزة الدولة بتسهيل الإجراءات في دخول أبنائنا المدارس بشهادة الميلاد أسوة بالمصريين وذلك نظرًا لمولدهم داخل البلد حصولهم على شهادة ميلاد كمبيوتر متسائلا "لماذا يصر المسئولون على التعامل معنا كوافدين؟!".

 

وتابع "مش عارفين نسافر نشتغل في أي مكان برة مصر ومش مسموح لنا نسافر غير للحج والعمرة أنا أطالب السلطات المصرية بتصحيح أوضاعنا القانونية حتى نتمكن من السفر للعمل بالخارج لأن الوثيقة المصرية للاجئين لا تمنحنا هذا الحق".

 

ويقول جابر سالم، 59 سنة، "نسبة التعليم لا تتجاوز 10 % والأطفال تتسرب من التعليم تلبية رغبة أهاليهم للعمل والمساهمة في تحمل الأعباء والأهالي شايفين لما الطفل يجيب 50 جنيه في اليوم أفيد من التعليم".

 

وتابع "هذا بالإضافة لتعامل السلطات المصرية معنا على أننا أجانب ولا تُيسر لنا إجراءات الإلتحاق بالمدارس تقع أقرب مدرسة للقرية في بمدينة أبو كبير التي تبعد عن الجزيرة أكثر من ثلاثة كيلومترات وفي أفضل الأحوال ينهي الطفل تعليمه الإبتدائي ويخرج من التعليم لعدم قدرة ذويه على تحمل تكاليف نفقاته".

 

يذكر أن قرية جزيرة فاضل ليست الوحيدة بالشرقية التي يقطنها فلسطينيون من المهاجرين بعد النكبة عام 1948 فهناك عدد من القرى المشابهة في عدد من مراكز المحافظة ولا يوجد أي إحصاء رسمي مصري أو فلسطيني أو لأي من المؤسسات المعنية بحقوق اللاجئين لأعدادهم في مصر.

 

صور اخرى