أخبار عاجلة

نحمد الله على دفع الإيجار.. فيديو صادم يكشف ماذا يحدث لعاملات الجنس في بيوت الدعارة؟

الأحد 06 أكتوبر 2019 12:44:00 مساءً

نشر موقع BBC  تقريراً عن عاملات جنس في تونس قال إنّهن بلا “ترخيص ويواجهن المجهول”.
 
وبحسب التقرير فإنّ تونس من المرحلة الاستعمارية ورثت بيوت الدعارة المرخصة التي يُسمح فيها للعاملات بمزاولة نشاطهن دون أن يتعرضن للمساءلة من قبل السلطات
 
لكن، في تونس، هناك دعارة غير مرخصة وسرية ويمكن أن تواجه عاملة الجنس التي تعمل بشكل غير مرخص للسجن لمدة تصل إلى سنتين في حال تمت إدانتها.
 
وقبل ثورة عام 2010، كان هناك ما يقدر بـ 300 عاملة جنس يعملن في أكثر من عشرة مراكز مرخصة في تونس.
 
أما اليوم، فهناك مدينتان فقط، تونس العاصمة وصفاقس، فيهما بيوت دعارة مرخصة (وهي عبارة عن بيوت صغيرة تقع في الممرات والأزقة الداخلية للمدينة القديمة).
 
أميرة، 25 عاما
 
أميرة، أم غير متزوجة تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، هي واحدة من بين عشرة عاملات جنس غادرن صفاقس.
 
عندما بدأت بمزاولة المهنة قبل خمس سنوات، كانت هناك حوالي 120 عاملة في هذا المجال، ورويداً رويداً، بدأوا بطرد العاملات لأبسط خطأ قد يرتكبنه.
 
وقالت قلقةً: “أتوقع مواجهة نفس المصير يوماً ما. نحمد الله أننا كنا قادرين على إعالة أطفالنا ودفع إيجار بيوتنا”.
 
وتضيف: “لم يعد الأمر كذلك الآن، في الواقع، لا أملك شيئاً آخر، إذا طردونا من المنزل، فإلى أين نذهب؟”.
 
عمل محفوف بالمخاطر
 
تجيد ناديا (وهي مطلقة وتبلغ من العمر 40 عاماً) الرد على كل الأسئلة حول عملها.إذ عملت في بيوت الدعارة المرخصة في جميع أنحاء البلاد، وتعرضت لاعتداء في عام 2011 ، من قبل المتشددين في صفاقس خلال موجة احتجاجات عنيفة طالبت بإغلاق بيوت الدعارة غير المرخصة في العديد من المدن.
 
وحالما تعافت من الإصابات التي لحقت بها، واجهت صعوبة في العودة إلى بيوت الدعارة الرسمية التي تراجع عددها، فعادت للعمل بشكل غير قانوني في الشوارع. إنه عمل محفوف بالمخاطر.
 
وتواجه عاملات الجنس غير المرخصات لمخاطر عديدة، لأنهن معرضات للأمراض الجنسية المعدية إذا امتنعن عن استخدام الواقي الذكري.
 
لكنهن عرضة للاعتقال أيضاً إذا حملن الواقي الذكري في حقائبهن، إذ تعتبره الشرطة دليلاً دامغاً على ممارستهن للبغاء.
 
تحن ناديا للزمن الذي كانت تعمل فيها بشكل قانوني وتقول: “الأمر ليس كما كنا في بيت دعارة مرخص، كانت هناك طبيبة تقوم بالفحوص الطبية أسبوعياً، وواقي أنثوي وسيدة تراقب الإجراءات”.
 
وتتذكر ما حدث لها ذات مرة وتقول: “جاءني زبون، وبعد أن مارس الجنس معي، سرق أموالي وضربني وحاول خنقي”، وتشير إلى مناطق من جسدها وتقول: ” كما ترون، جسدي مليء بالكدمات، وأنفي مكسور، والآن عندما يأتيني زبون، أشعر بالخوف لأنه لا يوجد من يمكنه مساندتي وحمايتي”.
 
ويقول وحيد الفرشيشي، أستاذ القانون بجامعة قرطاج وكبير المدافعين عن الحقوق الشخصية: “إن موضوع البغاء في تونس تسبب بشرخ عميق بين الناشطين في البلاد”.
 
ويضيف “رغم كل الحملات والدعوات المطالبة بالإصلاح القانوني لضمان الحريات الفردية، بما في ذلك الدعوات الليبرالية لإلغاء تجريم المثلية الجنسية، هناك معارضة لمهنة الدعارة حتى من قبل المدافعات عن حقوق النساء”.
 
ويتابع الفرشيشي قائلاً: “العديد من النشطاء في الحقل السياسي والمجتمع المدني يدعمون فكرة إغلاق بيوت الدعارة المرخصة، لأنهم يعتبرون البغاء نوعاً جديداً من العبودية، أو الاتجار بالبشر، لكن إذا أغلقنا كل هذه الأماكن وتم تطبيق قانون العقوبات التونسي، فهذا يعني إيداع جميع تلك النساء في السجن، فما الحل؟”.
 
وتم استبدال عقوبة السجن بغرامة مالية قدرها 500 دينار لكل من الزبون وبائعة الهوى في مشروع قانون جديد سينظر فيه البرلمان بعد الانتخابات التشريعية في البلاد.
 
لكن استبدال السجن بغرامة كبيرة لا يلقَ تأييداً على أرض الواقع.
 
وتقول بثينة عويساوي التي تدير جمعية البغاء في صفاقس: “هذا غير منطقي في ظل البطالة المتفشية والظروف الاقتصادية الراهنة”.
 
ولفتت إلى تراجع فرص العمل في مجال البغاء غير المرخص، فلم يعد لدى الزبائن المال وأصبحوا أقل جرأة في مواجهة السلفيين، كما أن هناك منافسة قوية بسبب دخول مزيد من النساء هذا المجال نتيجة الأحوال الاقتصادية المتردية”.
 
وأوضحت أن قيمة الغرامة كبيرة جداً. من أين ستحصل على هذا المبلغ بائعة الهوى؟ فهي تتلقى ما بين 15 الى 20 ديناراً من كل زبون”.
 
والفرشيشي واحد من النشطاء القلائل في مجال حقوق الإنسان الذين يدعون علناً إلى إلغاء تجريم الدعارة، حيث تظهر أدلة متزايدة على المستوى العالمي أن ذلك هو السبيل الأمثل لمواجهة مسألة قديمة قدم البشرية.
 
وأضاف: “إنه يتطلع إلى اليوم الذي يتم فيه إلغاء تجريم ممارسة البغاء، وتعتذر الحكومة من جميع النساء اللائي دخلن السجن لهذا السبب”.
 
وسيأتي ذلك اليوم يوماً ما، لكن ليس مع سيطرة حزب النهضة على الساحة السياسية.
 
وتوضح مرضية العبيدي، العضوة البارزة في حزب النهضة والمرشحة في الانتخابات التشريعية المقبلة بالقول: “لا أتقبل فكرة إلغاء تجريم الجريمة، والسماح بجميع أنواع الأعمال والسلوكيات في المجتمع، إذا تم انتهاك أسس مجتمعنا وقيمه، فستنهار الأسرة وسيتم تدمير القيم التي نربي أطفالنا عليها”.
 
اشتهرت العبيدي في تونس عندما استقبلت العاملات في البغاء اللواتي تظاهرن ضد إغلاق بيوت الدعارة في مدينة سوسة الساحلية في عام 2014.
 
ومع أنها ليست من أنصار بيوت الدعارة المرخصة، إلا أنها تتساءل عن البدائل للعاملات فيها، “كيف يمكننا تأمين الرعاية الصحية والسكن والطعام والمعيشة لهن؟”.
 
وتضيف: “حتى لو مُنحن وظائف مثلاً، وجعلنا المجتمع يتقبلهن بطريقة ما، فالأمر لا يتعلق فقط بالقوانين والقرارات السياسية، بل بتغيير العقليات في المقام الأول”.