أخبار عاجلة

أشتاتا أشتوت.. ضريح «سعدون» في بلبيس يحتضن خزعبلات المتصوفة (صور)

الجمعة 30 أغسطس 2019 09:58:00 صباحاً

«الكرامات» .. كلمة تلتفت نحوها أفئدة أصحاب الحاجات، ممن يعانون من نقص فى الثقافة والوعى الدينى، والمُنتشر فى صفوفهم مرض الأمية والجهل، فى محاولة للحصول على شفاء لمريض وجلب الرزق، والزواج والعديد من المُبتلين بالعقم، كأحد الأبواب الأخيرة التى يطرقها هؤلاء الأشخاص، للحصول على ما يريدون من حوائج، وفى بعض الأحيان من المتعلمين الذين غلبهم اليأس من تحقيق رغبة ما.
 
ويزعم البعض من المتصوفة، أن موضع هبوط الكرامات والبراكات، أضرحة ما يزعمون بكونهم «أولياء الله الصالحين»، والذين لا يرد دعاء شخص بحاجة ما فى حضرتهم، ككرامة لصاحب الضريح.
 
ومن بين الأضرحة الأكثر شهرة بمحافظة الشرقية، ضريح «سعدون» بمركز بلبيس، والذى يحكى عنه أساطير، أدرجها البعض فى بند «الخزعبلات»، وتوهم البعض الأخر حقيقتها، ووقع فى فخ خُدام الضريح وحكايتهم عن البركات له، وبعض ما وصفوه بالأشياء المباركة فى مهبط الكرامات، على حد قولهم. 
 
 
ويقع ضريح الشيخ «سعدون» بحى سعدون التابع لمركز بلبيس بالإقليم، والذى يضم مقامين للشيخ «سعدون الزنجى» وأخيه، ويفد إليهما المحرومين من بعض النعم، ظنًا فى كون الضريحين مباركين، فى ظل اعتقاد قديم بأن بلبيس كانت مستقرًا لأولياء الله الصالحين.
 
ويقيم مريدى الضريح فى ظاهرة غريبة مولده، مرتين فى السنة الهجرية، إحداهما خلال أيام «الستة البيض» التى تتبع شهر شوال، والأخرى فى العشرة أيام قبل عيد الأضحى، ما لم يرد تفسيرًا واضحًا له لدى مريديه وأهالى الحى.
 
ويشهد ضريح «سعدون الزنجى» العديد من حلقات الذكر، يؤمها بعض المتصوفين، ناهيك عن الدعاء داخل المقام وعلى أعتابه لأصحاب الحوائج ومريدين كرامات «سعدون»، وموزعين النذور على المتسولين، والذين أضحى الضريح قبلتهم للحصول على أموال الأهالى، وسط حماية مريدى الضريح، وبعيدًا عن ملاحقة الأمن.
 
فيما تتنوع النذور فى الضريح، على حسب المقدرة المادية لكل شخص، فمن الأهالى من يوزع الأموال، وأخرين «عيش ولحمة» والبعض يقدمون نذرهم على هيئة «الفول النابت»، كنوع من العرفان لقاصديه فى حالة استجاب دعاء لهم، أو طلب شئ ما، كتيسير الرزق وزواج وإنجاب وغيرها، دون نسيان لنصيب «خُدام» الضريح.
 
 وزعم البعض استغلال الخدام للضريح الأهالى، وخداعهم بصفة دائمة للحصول على أموالهم، ابتزازًا لهم لتلبية رغبتهم في مقاصدهم التى وفدوا إلى الضريح للحصول عليها.
 
 
وتتعدد أساطير ضريح «سعدون»، التى يتداولها خدام الضريح على مسامع المريدين، وما اعتبرها بعض سكان المنطقة من دروب الخرافات، لانعدام منطقيتها نهائيًا، والتى من بينها وضع «سعدون الزنجى» أحجار فى بناء الكعبة، ما يتعارض مع آيات القرآن الكريم، فى كون أنبياء الله «إبراهيم وإسماعيل» هم من رفعوا قواعد البيت، بالإضافة إلى بعض المزاعم بمشاركته فى الفتوحات الإسلامية مع صحابة النبى، والفارق التاريخى الضخم ما بين الحدثين.
 
تزيد على تلك الأساطير قصص وصفها بعض الأهالى على أنها «هزلية»، وهى بكاء شجرة بالحى على موت سعدون، والتى يؤمن بها «مجاذيب سعدون» على حد قول الأهالى، علاوة على «رمال الكسيحة» وأسطورتها فى شفاء المرض وعلاج الحالات الطبية التى عجز العلم أمامها كما يؤكد خدام الضريح.
 
وعلق بعض الأهالى بالحى، على أن تلك القصص هى عبارة عن أكاذيب، اختلقها خدام الضريح، للاستفادة من المريدين بطريقة أو بأخرى، فى حين أن الحقيقة أن تلك الحكايات هى بمثابة أوهام، وفقًا لما أكدوه لا تسكن سوى عقولهم.
 
 

صور اخرى