أخبار عاجلة

جن يعاشر النساء ورعب السحر.. قصة بئر المسيح «الملعونة» في الزقازيق (صور)

الجمعة 30 أغسطس 2019 09:34:00 صباحاً

علي صلاح ورانيا مصطفى وسوزان عوض وإسلام علي ومحمود

- أهالى منطقة تل بسطة بالزقازيق يروون تفاصيل زيارتهم للبئر
 
- خليفة: خيالات وأشباح تسيطر.. وخوف يتلاشى كلما اقتربت من البئر.. وملابس نسائية تقع بينه وبين بقايا تماثيل ثلاثة
 
- إسحاق: البئر «ملعونة» .. وعاقرات قصدن البئر فحملن بعد أن عاشرهن جن «الجاثوم»
 
فى عالم ملئ بالمغامرات المحفوفة بالمخاطر، تتعدد القصص وتتنوع الأحداث، إلا أن جميعها بات يصب فى «بئر» يقصده بعض من يعتقدون فى الدجل والشعوذة وأسرار العوالم السفلية والاستعانة بالجان فى قضاء بعض الأمور عبر وسائل شرعية وغير شرعية، تنتهى جميعها بأحداث جسام وروايات خارقة ربما لا يقوى العقل البشرى على استيعابها، فى الوقت الذى يصدقها جميع من يعتقدون فى تلك الخرافات بعقل «مغيب» وبإيمان ضعيف.
 
منطقة تل بسطة الأثرية تقع فى مدينة الزقازيق، حيث كانت مركزا دينيا هاما، وإحدى عواصم مصر القديمة، ونظرا لموقعها على مدخل مصر الشرقى فقد واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء، وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، كما شرفت بأنها كانت معبرا ومقرا مؤقتا للسيدة مريم العذراء ووليدها السيد المسيح - عليهما السلام - عند قدومهما إلى مصر، وتضم تل بسطة عددا من الأحجار الفرعونية وبقايا التماثيل، كما تضم بئرا قديما يسمى بـ«بئر المسيح»، الذى تدور حوله عدة روايات ترتبط ارتباطا وثيقا بالشعوذة والشفاء من السحر وفك الأعمال التى تعوق دون الإنجاب بالنسبة للسيدات العاقرات.
 
البئر الملعونة
 
بداية يقع «بئر المسيح» على بعد أمتار قليلة من منطقة آثار تل بسطة بالزقازيق، فى مكان موحش حالك الظلمة ليلا، ما إن تقصده حتى تتعرقل قدماك فى الطريق إليه فى حفر وأراضٍ غير ممهدة، تسلك خلالها طريقا ترابيا تحفه الأعشاب من كافة الجهات، تلقى بالسمع إلى أحدهم يحذرك من أن تقع فريسة لإحدى الأفاعى والحيات التى تسكن تلك الأعشاب المتشابكة أرضا، ما إن تصل إلى البئر الذى يقع فى مكان منخفض نسبيا عن منطقة الآثار، حتى تجد أسلاكا شائكة متآكلة بفعل الصدأ تحيط البئر، الذى يبدو عبارة عن قوالب من الطوب الأحمر مرصوصة على شكل هندسى دائرى لعمق يتراوح مابين 6 إلى 8 أمتار تحت الأرض، وقاع لايبدو ظاهرا للعين بسبب المياه العكرة التى تعلوه، والتى تمثل وحدها لغزا لدى بعض من يعتقدون فى معجزات هذا البئر، كما تبدو بقايا 3 تماثيل فى الجهة المطلة على واجهة الطريق تبعد عن البئر بنحو 10 أمتار، وتقع بينها وبين البئر أرض ترابية كتلك التى تسلكها فى الطريق للوصول إلى هذا المكان. 
 
 
الرعب يسيطر
 
للبئر روايات عدة يغلب على بعضها طابع «الرعب»، حيث يدور أغلبها حول سكنة الجن والعفاريت لهذا المكان، والسيطرة عليه وعلى كل من يحاول الاقتراب منه بقصد التبارك أو الاستشفاء أو حتى فك تلك الطلاسم التى تتنامى إلى الأسماع من خلال أناس خاضوا التجربة وعايشوها، ويبرز منها ما أكده السيد جمال – طالب بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، الذى قال لـ "الشرقية الآن" أنه فور سماعه عن ذلك البئر وبركاته بادر بمحاولة خوض التجربة، لكنه آثر قبلها أن يستمع إلى تجارب من سبقوه، إذ أكد له أحد أهالى المنطقة القريبة من البئر ويدعى محمد خليفة أنه زار البئر منذ فترة ليلا ليعلم حقيقة ما يقال عنه، وما تحفه من أسرار ومخاوف لدى البعض، إذ تبدأ الرحلة بالتعرقل فى حفر تحف الطريق إلى البئر، وخيالات دارت بشكل مخيف حوله فشعر أن هناك ثمة من يتتبعه دون أن يرى بأم رأسه أثرا لمخلوق واقتصر الأمر على خيالات وأصوات تقرع طبول أذنيه، يتمالك نفسه ويحاول تجاهل ما يدور حوله دون أن يسلم نفسه للرعب، وسريعا يلتفت إلى جيبه ليستخرج المصحف الذى جهزه قبل الخروج من بيته ليكون له خير معين على ما قد يواجهه فى تلك الرحلة المخيفة، إذ يفاجئ لحظتها بأن جيبه فارغا وأنه قد نسى المصحف فى المنزل، لتبدأ لحظات الخوف فى السيطرة عليه مجددا، ويبدأ الذهن فى الشرود إلى تخيلات وأوهام يضخها ذلك القلب المفعم بالخوف من مصير مجهول قد يلم به فى تلك الأرض الخاوية سوى من تماثيل وخيالات أشباح، ليدرك بعقل «الخائف» أن هناك ثمة أشياء خفية استدعته لهذا المكان، لتريه أشياءا بعينها ربما تجعله يغير وجهة نظره فى المكان وفيما رآه قبلها خرافات، ومن أجل تحقيق ذلك فقد أنسته مصحفه قبل مغادرة المنزل.
 
وتابع أن الرجل فجأة شعر بدوار شديد منعه من التقدم خطوة فى اتجاه البئر وكأن شيئا يمنعه، ليحاول التغلب على ما هو فيه، ويتقدم بخطوات متعثرة ليصل إلى موضع ما بين البئر وما بين بقايا التماثيل الثلاثة، فتتعثر قدماه فى أوانى فخارية مكسرة، ليجد نفسه طريح الأرض عالقا أمام التماثيل، يتحسس بيديه ليلتقط بعض الملابس النسائية الملقاة على الأرض، ليدرك لحظتها صحة ما تردد من روايات حول زيارة النساء للبئر وممارسة الطقوس الخاصة للاستشفاء من العقم، ولم يتسن له حساب ذلك الوقت المخيف الذى قضاه فى كنف تلك الأشباح المحيطة بالبئر، إلا أنه عاد وأكد على الراحة التامة التى تحول إليها كلما اقترب للبئر والتى حلت مكان الخوف حتى انقضت زيارته وعاد إلى منزله.
 
العقم والإنجاب
 
فى ذات السياق استطرد جمال حديثه عما أكدته له إحدى السيدات الأقباط من سكان المنطقة القريبة من البئر وتدعى المقدسة عدالة إسحاق، والتى حينما علمت بنيته فى زيارة البئر حاولت أن تثنيه عن ذلك، وبدأت فى رواية ما تعرفه عن البئر، حيث أكدت فى بادئ حديثها أن البئر ملعونة، تقصده السيدات اللاتى يعانين العقم ويرغبن فى الإنجاب، بجهل يطغى عليهن بعد أن يخيب أملهم فى طرق أبواب الأطباء، لتبدأ فى رواية ما تعرفه عن البئر وما عايشته من مواقف تشيب لها الرؤوس، حيث ذكرت أن العاقرات تحضرن فى منتصف الشهر العربى ليلا أو فى أواخره، وتقمن ببعض الطقوس المتعارف عليها لدى مريدى البئر والمترددين عليه، لاستحضار الجان والشياطين التى تعيش فى حفر من النار أسفل تلك الأراضى المخيفة، مشيرة إلى أن الطقوس التى تقوم بها النساء تحضر نوعا من الجن يدعى «الجاثوم»، لديه القدرة الخارقة للتحكم فى البشر وإقامة علاقات جنسية كامله مع النساء.
 
 
واستطردت المقدسة فى سرد تفاصيل زيارة النساء للبئر، حيث تتجمع السيدات المترددات على البئر بشكل منفرد أمام التماثيل الثلاثة التى تبعد عن البئر بنحو 10 أمتار، وبحوزة كل منهن 7 أوانى فخارية، على أن تبدو المرأة فى أبهى صورها، من حيث التزين وارتداء الملابس النسائية المثيرة، فتبدأ الطقوس بخلع الملابس أثناء الزيارة الليلية التى يشترط أن تكون منتصف الشهر العربى أو أواخره، وبشئ من الإثارة تنزع عن نفسها ملابسها القطعة تلو الأخرى حتى تتعرى بشكل تام، وتبدأ بعد ذلك فى كسر وتحطيم الأوانى السبعة الفخارية، يعقبها وصلة من لطم الخد والصراخ والعويل، إلى أن تسقط أرضا مغشيا عليها حتى الصباح، لتستيقظ وتجد نفسها عارية، وتتوهم أن ما جرى لها مجرد حلم أتاها فى منامها، وأنها تعرضت للإغماء فى ذلك المكان الموحش.
 
علاقة البئر بالسيدة مريم
 
ولفتت المقدسة إلى أن هناك عشرات السيدات اللاتى ترددن على المكان بغية الحمل، قد حملن بعدها بالفعل، إلا أن شيئا غريبا كان يحدث لتلك السيدات، هو قيامهن بإجهاض الأجنة قبل موعد ولادتها بأيام قلائل، ولا يتم الحمل والولادة بشكل كامل سوى لفئة من السيدات اللاتى ترددن على البئر للشرب منها، والتبارك بمكان السيدة مريم والسيد المسيح، دون الخوض فيما خاضته غيرهن من طقوس واستدعاء لجن «الجاثوم» لمعاشرتهن جنسيا.
 
 
بقى أن نشير إلى ما أكده جمال وعدد من الأهالى حول قلة أعداد الزائرين مؤخرا شيئا فشئ، خشية اللعنة التى قد تصيب كل من يحاول الاقتراب من هذا المكان، والتى تبدو ليلا من خلال الطقوس والحكايات التى تروى حول البئر، حتى بدا الأمر شبه معدوم، ليبقى البئر على حاله، لم يبح بسره، ولم يستطع أحدهم التوصل إليه وكشف اللغز الذى حير الكثير، كما تجدر الإشارة إلى توقف من يعتقدون فى البئر عن زيارته وممارسة تلك الطقوس الغريبة وذلك بعد التشديدات الأمنية التى شهدتها المنطقة مؤخرا. 
 

صور اخرى