أخبار عاجلة

«قهاوي وشرب شيشة وهروب من الدروس».. حكايات «الأندر إيدج»

السبت 25 مايو 2019 11:43:00 صباحاً

ياسمين سامي

مشاعر الحب لا يمكن أن تتحكم بها سن معينة، أو مرحلة سنية بعينها، فمن الممكن أن تولد مع الأطفال فى مرحلة الابتدائية، أو الإعدادية أو الثانوية العامة، ولكن التحكم فى هذه المشاعر، والقدرة على تقييم العلاقات، لا يكون إلا فى مرحلة النضوج والبلوغ، والتى تأتى عند عمر الـ19 عاماً.
 
مجتمع ما يسمونه بـ«الأندر إيدج»، والذى لا تتجاوز أعماره الـ18 عاماً، أى تحت السن القانونية، ومن المفترض أنه ما زال فى بداية مرحلة المراهقة، والتى لا يقدر فيها على تقييم الأمور بشكل كبير، أو التحكم فى مشاعره، أو معرفة هل إذا كانت مشاعر جادة أم أنها مجرد أوهام؟.
 
ولكن الغريب فى هذه الأيام طبيعة تحريك المشاعر وتسييرها فى علاقات الارتباطات بين أوساط شريحة «الأندر إيدج»، فعلى الرغم من أن الحب فى أعمار صغيرة موجود منذ بداية البشرية، ولكن كان بحدود معينة، وله أشكاله المعروفة والواضحة، والتى من الممكن أن يتقبلها ويسمح بها المجتمع.
 
ولعلك إذا طرحت فكرة ارتباط الشباب تحت السن القانونية أمام أى مواطن فى الشارع، ستسمع منه ما لا يسر ولا يرضى أحداً، وذلك بسبب ما يراه من أفعال بين هذه الشريحة من الشباب، والتى تعد غريبة على المجتمع المصرى.
 
وتعد منطقة وسط البلد خير دليل على ما يتم تداوله عن التجاوزات التى تحدث بين فئة «الأندر إيدج»، من خلال المقاهى المنتشرة فى معظم شوارعها، والسهر لساعات متأخرة من الليل للفتيات مع الأولاد.
 
وعلى أحد هذه المقاهى، فور دخولك من المكان المخصص للدخول، وتحديداً فى توقيت الظهيرة، تجد أغلبية الجالسين فى المكان أطفالاً من النوعين (ذكور وإناث)، لا يتجاوز أعمارهم الـ17 عاماً، يتبادلون دخان السجائر والشيشة سوياً، وتوضع أمامهم على «الترابيزة» كتب المدرسة والدروس، والتى من المفترض أنهم خرجوا من منازلهم للذهاب إليها.
 
للوهلة الأولى فور رؤيتك لهذا الشكل العام، تجدهم أطفالاً ما زالوا فى مراحلهم الأولى من عمرهم، وتظهر عليهم ملامح البراءة، ولكن ما يحدث بينهم من أفعال، وطريقة الجلوس بين الأولاد والبنات تعكس هذه الرؤية على الفور.
 
ويقول «م. ن»، 17 سنة، طالب فى المرحلة الثانوية، إنه مرتبط بصديقته فى سنتر الدروس الخصوصية منذ شهرين تقريباً، وينتظرون عيد الحب، كمناسبة للتعبير عن حبهما لبعضهما البعض، وتبادل الهدايا والورود، والتى ظل «يحوش» ثمنها من مصروفه منذ وقت طويل، حتى لا يفوت هذا اليوم من دون الاحتفال معها.
 
ويضيف: «مابنعرفش نتقابل كتير، لأنى فى مدرسة أولاد، وهى فى مدرسة بنات، ومافيش غير الدروس اللى بنتقابل فيها، وعلشان مابنعرفش نتكلم براحتنا، بنضطر نكدب ونقول فى البيت إننا عندنا درس علشان ننزل نتقابل فى وسط البلد، ونقعد براحتنا شوية». 
 
بينما تقول «س. ح»، 16 سنة: «ماما عارفة إنى بأنزل أقابل حبيبى كل كام يوم، علشان واثقة فيا، وتعرفه كويس وبتكلمه توصيه عليا، هى عارفة إنى مش هاعمل حاجة غلط، وبتعاملنى على إنى صاحبتها، وفيه ثقة ما بينا، وعلشان كده مابخبيش عنها حاجة».
 
وأضافت: «بابا طول الوقت عنده شغل، ومابشفهوش كتير، ومش قريب منى زى ماما، وحبيبى اتعرفت عليه فى وسط البلد عن طريق ناس صحابى، وحسيت فيه حنان عوضنى غياب حنان بابا عليا، علشان كده ارتبطنا وبنروح سينما وبنسمع أغاني مع بعض».