أخبار عاجلة

حبوب منع الحمل للرجال.. فعّالة أم مجرد تجارب؟ (كل ما تريد معرفته عنها)

الأربعاء 27 مارس 2019 10:21:00 مساءً

عبر مر التاريخ، عرفت المجتمعات استخدام السيدات لحبوب منع الحمل لتأخير الإنجاب مجدداً، ولكن مع الوقت الحالي يبدو أن هذه القاعدة في طريقها للاندثار ولن تقتصر فقط على النساء بل الرجال في طريقهم لاستخدامها.

 

ما الجديد؟

 

كشف باحثون أمريكيون أنه تم تطوير حبوب منع حمل ذكورية تجريبية، وأن تلك الحبوب تبدو آمنة مع تقليل مستويات الهرمونات التي تؤدى إلى إنتاج الحيوانات المنوية.

 

وأوضح الباحثون أن حبوب منع الحمل الذكورية هي شكل معدل من هرمون «التستوستيرون»، الذي يقدم الإجراءات المشتركة لكل من هرمون الذكورة وهرمون البروجسترون الأنثوى.

 

ولوحظ أنه بين الرجال الذين تناولوا حبوب منع الحمل انخفضت مستويات هرمون التستوستيرون المنتشر عند مستوى منخفض في نقص هرمون الذكورة.

 

مع ذلك، فإن هؤلاء الرجال لم يتعرضوا لأى آثار جانبية، مثل الخسارة الكبيرة في الرغبة الجنسية، كما يمكن أن يحدث في حالة نموذجية لنقص الإندروجين، وشدد الباحثون على أن الآثار الجانبية كانت قليلة وخفيفة، وشملت التعب وحب الشباب أو الصداع.

 

تطرقت صحيفة «الجارديان»، إلى حبوب منع الحمل عند الرجال واعتمدت على دراسة استمرت لمدة شهر، وجد الأطباء أن مستويات الهرمونات اللازمة لإنتاج الحيوانات المنوية انخفضت في الرجال الذين تناولوا الكبسولة اليومية، مما يشير إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية لديهم بشكل ملحوظ.

 

وقال ستيفاني بيج، أستاذ الطب والمحقق الرئيسي المشارك في التجربة بجامعة واشنطن: «الهدف من هذه الحبوب هو توسيع خيارات منع الحمل وإنشاء قائمة من الخيارات للرجال مثل للنساء، فنحن نهمل مجموعة كبيرة من المستخدمين المحتملين مع الخيارات المحدودة المتاحة حاليًا للرجال».

 

كيف تعمل؟

 

وفقا للباحثين مرة واحدة تؤخذ الحبوب فتعمل الهرمونات بشكل منفصل داخل الجسم، البروجستين يساعد على منع إنتاج الحيوانات المنوية ويقلل من مستويات هرمون تستوستيرون الطبيعي أو هرمون الذكورة .

 

الآثار الجانبية:

 

أظهرت النتائج أن أيا من الرجال تعرضوا لبعض الآثار الجانبية بسبب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون بما في ذلك الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم.

 

ومع ذلك تم الإبلاغ عن بعض الآثار الجانبية، وشمل هذا حب الشباب والصداع، وضعف الانتصاب، التعب، وانخفاض الدافع الجنسي وزيادة الوزن.

 

وقال أحد الباحثين من الدراسة إن معظم الرجال لا يريدون تناول حبوب منع الحمل كل يوم، ولذلك يهدف الباحثون إلى تحويل هذه الحبة إلى حقنة يمكن تناولها على فترات منتظمة.

 

ووصف الدكتور بوبي نجاري، الأستاذ المساعد ومدير برنامج العقم الذكري في جامعة نيويورك لانجون الصحية، البحث بأنه مثير، مضيفًا أن هناك طلبًا كبيرًا على وسائل منع الحمل الفعالة التي تتيح للرجال أن يكونوا أكثر نشاطًا في تنظيم الأسرة.

 

وقال إن سهولة استخدام حبوب منع الحمل الذكرية تبدو أكثر جدوى للاستخدام على نطاق واسع من الحقن التي تمت دراستها في الماضي.

 

ويشدد أنه لا يزال أمام الرجال 10 سنوات لتسويق الحبوب من المكلف تحويل الفكرة إلى حقيقة واقعة كما يلزم إجراء دراسات مطولة وحسنة التصميم للتأكد من أن وسائل منع الحمل آمنة وفعالة .

 

وأشار إلى أن هذا البحث الجديد تم النظر فيه لمدة شهر واحد فقط، وكانت هناك بعض التغييرات في مستويات الكوليسترول لدى المشاركين.، قائلاً: «إن موانع الحمل الذكرية من شأنها أن تهم الرجال من مختلف الأعمار، وقد يكون هذا الأمر مقلقًا بشكل خاص للرجال الأكبر سناً المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب».

 

تاريخ موانع الحمل لدى الذكور:

 

في السنوات الخمسين الماضية، كانت هناك بعض التغييرات في وسائل منع الحمل لدى الرجال مقارنةً بمجموعة الخيارات المتاحة للنساء.

 

على الرغم من وجود بحث مستمر حول حبوب منع الحمل الذكورية، ونجح تجربته إلا أنه لا توجد واحدة متاحة بعد في الوقت الحالي، فإن وسائل منع الحمل المتاحة للرجال هي الواقي الذكري الأكثر استخداماً وهو شكل من أشكال منع الحمل الذي يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة وتخصيبها ولكن على الرغم من كثرة انتشاره لم ينجح في منع الحمل في عدد من الحالات وهو يحمي أيضاً من العدوى المنقولة جنسياً، بما في ذلك عدوى فيروس الأيدز.

 

والطريقة الأخرى، التي تكشفها منظمة الصحة العالمية، تعقيم الذكور (استئصال الأسهرين) وهو أسلوب يُستخدم لأغراض منع الحمل بطريقة دائمة عن طريق سدّ أو قطع الأسهرين اللّذين يحملان المني من الخصيتين، ومدى فعاليته تقول الصحة العالمية إنه يعمل على تأخّر المفعول بثلاثة أشهر عند بقاء بعض المني المخزّن؛ لا تؤثّر في أداء الذكور الجنسي؛ لا بدّ أن يكون الاختيار عن طواعية ووعي.

 

الحُقن التي لا تحتوي إلاّ على البروجستيرون، وتُحقن في العضل كل شهرين أو ثلاثة أشهر، حسب المنتج، ويعمل على تأخّر عودة الخصوبة (1-4 أشهر) بعد الاستخدام؛ من الشائع حدوث نزيف مهبلي دون أن يسبّب أي ضرر.

 

في مصر:

 

تقول زينب محمد صيدلانية بسؤالها عن قابلية السوق المصرية لاستخدام مثل تلك الحبوب: «أتوقع نجاح الحبوب حين يتم تداولها وطرحها في السوق خاصة من قبل الرجال، فمن المعروف أن الواقي الذكري على الرغم من فعاليته في الكثير من الأحيان لتقليل نسب الحمل، إلا أنه يتسبب في الكثير من الأوقات في حدوث الحمل».

 

وتتابع: «من الضروري أن يكون هناك المزيد من التجارب على فعالية هذه الحبوب قبل طرحها، خاصة أن خطأ بسيطا في جرعتها أو تناولها قد تحدث الحمل».

 

يقول الدكتور عاطف الشيتاني، المقرر السابق للمجلس القومي للسكان، وأستاذ الصحة الإنجابية، إن الولايات المتحدة توصلت لأحدث وسائل لتنظيم الأسرة، عن طريق اختراع حبوب منع الحمل للذكور، وجيل أيضًا لمنع الحمل، مشيراً إلى أن الوسيلة الأكثر شيوعًا لمنع الحمل في أمريكا هي الواقي الذكري وحبوب منع الحمل للسيدات، وفكرة حبوب منع الحمل للذكر مقبولة هناك ولكن السؤال هنا: هل من الممكن أن يقبل المواطن المصري أو العربي تلك الحبوب؟».

 

وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج «رأي عام» مع عمرو عبدالحميد على قناة «TeN»، أن «الوسيلة الوحيدة لمنع الحمل لدى الرجال هي الواقي الذكري، واستخدامه بنسبة 10% من الرجال، والسيدات فقط من يستخدمن الوسائل فقط بتشجيع من أزواجهن، وحبوب منع الحمل للرجال وسيلة مؤقتة».