أخبار عاجلة

صباح وأولاها .. حكاية أسرة شرقاوية نهشها المرض والفقر

الاثنين 28 يناير 2019 07:31:00 صباحاً

ياسمين سامي

في منزل بسيط مبني من الطوب اللبن، وسقفه من الخشب  بإحدى قرى محافظة الشرقية تعيش الحاجة "صباح" وأولادها الثمانية ونجلتها وزوجة الابن وطفلاه في أسوأ ظروف يمكن أن يحيا فيها أي إنسان فالمرض أكل عظام الأم التي قاربت الـ65 عاما، وتحملت الصعاب من أجل أبنائها الثلاثة فالأكبر والأوسط من ذوى الاحتياجات الخاصة فيما الثالث يعيش بذراع واحدة ولا عائل أو دخل لهم سوى معاش شهرى لا يكفي متطلبات الأسرة.

وقالت "صباح مهدى عبد الرحمن" مقيمة مركز أبو حماد: «تزوجت من زوجي الذي تربطني به صلة قرابة منذ أكثر من 37 سنة وكان يعمل قبل وفاته منذ 8 أعوام عامل بمدرسة، ورزقنا الله بـ4 أولاد - مهدى 36 عاما- وإبراهيم 33 عاما- ومحمد 28 عاما والسيد 22 عاما- و3 بنات منهن اثنتان تزوجتا».

وأضافت: «بدأت مأساتنا عقب ولادة نجلي الأكبر حيث أصيب بحمى شوكية فقد بسببها النطق بشكل كامل وضعف بالسمع وقمنا بالذهاب به لجميع المستشفيات والعيادات الخاصة حيث أكد لنا الأطباء: ابنكم هيعيش كده مدى الحياة ووفروا فلوسكم واحمدوا ربنا انها جت على كده، لأن المرض كان ممكن يصيبه بشلل نصفي لولا رحمة ربنا بكم».

وتابعت الحاجة «صباح» والدموع تملأ عينيها: «رزقنا بـمحمد مع شقيقيه وكان طفلا طبيعيا في البداية ثم أصيب بضعف في السمع وضعف بحركة الطرفين السفليين، وقولنا أنا ووالدهم وقتئذ: ده ابتلاء من عند ربنا ولازم نرضي به وله في ذلك حكم».

وواصلت الأم سرد مأساتها قائلة: «لم يتوقف الأمر عند ذلك حيث أصبت بصدمة أخرى عندما تم إبلاغي ببتر ذراع نجلي السيد عن طريق ماكينة أثناء عمله بأحد المصانع لينضم إلى أشقائه وتكثر الهموم والمصائب»، لافتة إلى أن مالك المصنع لم يتخل عن نجلها ووفر له عملا آخر داخل المصنع تتناسب مع حالته لكى يكسب قوته لمساعدة الأسرة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها، قائلة: «الأسعار تزداد يوم عن التانى والحياة بقت صعبة وقاسية».

وأكد "السيد" نجل الحاجة «صباح» أن الأسرة مكونة من 8 أفراد وتعيش في غرفتين فقط ولا تملك من حطام الدنيا شيئا بعد وفاة الوالد الذي لم يترك لهم سوى معاش لا يكاد يكفي علاج شقيقه "محمد"، موضحا «أخواتى بيشتغلوا على باب الله، والبيت لا يوجد فيه أجهزة كهربائية حديثة ولا أي إمكانيات تساعد على الحياة، ونحن لا نتسول من أحد، والدولة يجب أن تساعدنا فخذا حقنا عليها».

وناشدت الحاجة "صباح" الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء وشيخ الأزهر، ومحافظ الإقليم الدكتور ممدوح غراب بمد يد العون لهم ومساعدتهم بتوفير وظائف ضمن نسبة 5% التي أقرتها الدولة لذوي الاحتياجات الخاصة، وطرف صناعى حديث لنجلها «السيد» الذي يعانى من بتر في إحدى ذراعيه قائلة: «نظرة للغلابة يا ريس.. والله بنحبك وواقفين جنبك».