أخبار عاجلة

بالصور.. قرية سيدنا "موسى" بالشرقية رائدة صناعة البردى فى العالم

الخميس 08 أكتوبر 2015 06:32:00 صباحاً

محمود توفيق

تعد صناعة أوراق البردى احدى الصناعات التى تشتهر و تنفرد بصناعتها محافظة الشرقية ، بعد أن توارثتها  بالفطرة منذ عصر الفراعنة ،فحينما نذكر  صناعة أوراق البردى نتذكر قرية " طوخ القراموص " وهى أحدى القرى التابعه لمركز أبو كبير بالشرقية ،حيث حفر سكان هذه القرية أسمها بحروف من ذهب على الخريطة السياحية ، لكونها الوحيدة التى تقوم بصناعة أوراق البردى فى مصر بأكملها وتصدرة لدول العالم .

 

ولكن فى الأونة الأخيرة تلاحظ وجود مخطط لطمس اهم ملامح الدولة المصرية القديمة ,فى خطوات سريعة نحو الانقراض , فملامح العهد الفرعونى لا تقتصر على القطع والمبانى الاثرية , ولكن أيضاً " أوراق البردى " ونقوش الفراعنة التى هى من اهم الموروثات التى كانت بمثابة حلقة الوصل بين عالمنا الحاضر والعصر الفرعونى التى توجت فيه مصر  على عرش البلدان اقتصاديا وعسكريا وثقافياً , وكانت مقصدا لكل من طلب العلم .

 

انتقلت " الشرقية الآن " إلى قرية " القراموص " , و التى مازالت معالم العهد الفرعونى تستوطن بها , ويتمسك الكثيرون من ابناؤها بجزء من حياة المصريون القدماء , فمساكنها الصغيرة المتلاصقة يحتوى كل منها على غرفة او اثنين مجهزة كورشة لتصنيع أوراق البردى من مرحلته الأولى إلى نهايه تصنيعه , فمدخل القرية يغزوه نبات البردى المنزرع على مساحات كبيرة , والدواب التى تحمل اغصان نبات البردى لنقلها الى الورش المنزلية تمهيدا لتصنيعها , والتى سميت بهذا الأسم  " قراموص " اختصارا لـ " قرى موسى " نسبة الى سيدنا موسى عليه السلام , حيث استقر بها لفترة .

 

وحسب وصف الاهالى , أن قرية " القراموص " تبدأ يومها فى الصباح الباكر , بصفوف للفتيات والسيدات بطول شوارع القرية , يتجمعن لتقشير ساق البردى , بينما يتواجد الرجال فى الورش المنزلية الصغيرة للصناعة والتجهيز , وتحويل الساق النباتى الاخضر لأوراق فرعونية كانت ومازالت اهم ملامح الحياة المصرية القديمة , فقد كانت المهنة الاساسية لجميع اهالى القرية هى اعداد وصناعة البردى , وكانت العمالة الاساسية تقدر ب 20 ألف , الى جانب باقى الاهالى ليكون الناتج 90 % من اهالى القرية يعملون بهذه المهنة .

 

وتكمن صناعة اوراق البردى فى قطع سيقانه من الارض بعد زراعته لتنبت من جديد , فهو المحصول الذى يمكن ان يظل مزروعا فى الارض لمدة 6 سنوات دون ان يذبل او يتلف , ثم يقطع بحسب طول الورقة , وتقشر اوراقه الخضراء , ويؤخذ اللب الابيض , ويوضع فى صودا كاوية لمدة 6 ساعات حتى يتحول قوامها الى عجين لين , ثم تقطع طولى وعرضى , يفصل بينها بأقمشة وتوضع بمكبس حديد لفردها وامتصاص السوائل منها , ثم تنشر فى الهواء لتجف وتكون جاهزة للرسم .

 

وقال بهاء السيد احد اهالى القرية , والذى يعمل بمهنة تصنيع البردى ان هذه الصناعة اوشكت على الانقراض , خاصة بعد ثورة يناير , وما كان يعقبها من ركود لحركة السياحة بمصر , فمعظم الاهالى هجروا تصنيع أوراق البردى بعد ان كانت المهنة الاساسية للقرية بأكملها , لتصبح هذه الحرفة أشبه بأشغال الاسر المنتجة , ويعمل بها عدد محدود من اهالى القرية , وأرجع ذلك الى ركود السياحة , وضعف التسويق .

 

وقال أسامة عكاشة , صاحب مطبعة لرسم وكتابة البردى , ان البيع الآن اصبح يقتصر على اماكن محدودة بدخل ضعيف , او بيع الاوراق الفارغة من الرسوم والنقوش لطلاب كلية الفنون الجميلة , وان هذه الحرفة النادرة تتسارع خطواتها الان نحو الانقراض .

 

وطالب الاهالى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ، والدكتور هشام زعزوع وزير السياحة ، بسرعة التدخل لإنقاذ مهنة صناعة أوراق البردى ومحاولة ايجاد وسائل للتسويق وفتح روابط تجارية مع البازارات والمناطق السياحية , و فتح اسواق تجارية لترويج هذه السلعة الاثرية والحفاظ على وجودها من الإندثار والإنقراض .

 

كما وجه أهالى القرية رسالة للدكتور رضا عبد السلام ، محافظ الشرقية للنظر والإهتمام بالقرية وتزويدها بالمرافق ، حيث أنها تعانى من تردى الخدمات وعدم وجود شبكة صرف صحى بها ،فالقرية ثروة مهدرة لم يتم الأستفادة منها بالشكل المناسب والذى يمكن أن تدر ملايين الجنيهات لمحافظة الشرقية شهرياً .