أخبار عاجلة

تعرف على سر التحنيط عند الفراعنة والذى حير العلماء

السبت 14 يناير 2017 11:15:00 مساءً

الشرقية الآن - متابعات

فى قاعة كبيرة ذات جدران عالية مزخرفة بنصوص دينية يبدو عليها ملامح العظمة والثراء وتظهر فيها حرفية الفنان المصرى القديم.

 

تملأ المصابيح الزيتية جوانب القاعة ويسود الصمت المكان وتعم روح الرهبة والخوف، يتغلغل الهواء عبر فتحات الجدران الضيقة ليعبر من بين شعلات النيران الملتهبة لترتعش وكأنها تنذر بالخوف والقلق.

 

يتوسط القاعة سرير جنائزى ذهبى اللون ترقد فوقة جثة هامدة لملك أو أمير أو نبيل من النبلاء أو الوجهاء تحيط به مجموعة من الكهنة مرتدين رداء الكتان وعلى رأسهم كبيرهم مرتدياً رداءً من جلد النمر ليظهر وقاره.

 

يرقد المتوفى أمامهم عارياً كما ولدته أمة مغطى بقطعة من قماش الكتان وكاهن عظيم يسير بخطى بطيئة ومنظمة متجها نحوه يرفع يده بحذر مصوباً تركيزه على وجهه، يحمل بين يده قطعة حديدية تشبه الخطاف لتفتيت المخ إلى أجزاء صغيرة، وإخراجها من المنخرين بواسطة بعض العقاقير المذيبة التى يصبونها فى الرأس ،أما الجسد فيقوم بشقه من الجنب بحجر أثيوبى مسنون لإخراج الأحشاء وتنظيفها بغسول خاص وهو نبيذ للثمر، ويتم تطهيرها بتوابل مهروسة، ثم يملأون الجوف بمسحوق من القرفة واللبان وعطور الأعشاب ويقومون بخياطة الجثة وتمليحها بملح النطرون لمدة أربعين يوما، هى فترة الحزن لديهم، وعند الدفن يقومون بغسل الجثة ولفها بشرائط من كتان شفاف مدهون بالصمغ.

 

أبناء «حورس» يحرسون الأوانى الفخارية

 

توضع الأحشاء بالكوانيب الأربعة أبناء الإله حورس الذين تعاونوا مع «أنوبيس» وقت تحنيط جسد «أوزيريس» وأصبحوا فيما بعد حراس الأونى الفخارية.

 

سر سائل المقبرة 63

 

ظل علماء المصريات على مر عشرات السنين بإجراء العديد من الأبحاث لمعرفة الوصول إلى سر التحنيط الذى كان شغلهم الشاغر فى البحث عن أسراره ومكوناته حتى تم اكتشاف المقبرة 63 بوادى الملوك بالأقصر التى تعتبر أولى محطات الكشف عن سر التحنيط وهى لقائد عسكرى من الاسرة السابعة والعشرين حيث وجد بها أوانى فخارية وثمانية توابيت بها كل مواد التحنيط التى كانت تستخدم منذ عصر المصريين القدماء وبعض السوائل التى ترسبت من الجثة فقاموا بوضع هذه المواد بقارورة زجاجية وعرضها بمتحف التحنيط بالأقصر، وذلك بعدما قاموا بتحليل عينة من هذا السائل الذى من خلاله تم الكشف عن سر التحنيط الذى حير علماء العالم فى اكتشافه.

 

لكن من الغريب أن المحنط المصرى القديم استعمل أساليب مختلفة فى التحنيط ولم يلتزم بطريقة واحدة، حتى إنه من الصعب أن تجد مومياوتين متشابهتين تمامًا من حيث أسلوب التحنيط والمواد المستعملة فيها. هذه المواد يبدو أنها كانت باهظة الثمن لدرجة أنه كان يتم الاقتصاد فيها بشتى الطرق.. حتى إننا وجدنا مومياء «يويا» أبو الملكة الشهيرة «تى» زوجة الملك «أمنحتب الثالث» أن المحنطون قاموا بإخراج المخ وغسل التجويف بالراتنج، ولم يتم وضع أى مواد بها، مما قد يشير إلى ارتفاع تكاليف مواد التحنيط.

 

 ومع كل هذه الآثار والحضارة العظيمة التى خلفها لنا أجدادنا المصريون القدماء الذين بنوا حضارة لا تضاهيها أي من الحضارات الأخرى إلا أن مسئولى وزارة الآثار لم يكترثوا ولم يهتموا إلا بمناصبهم العليا فقط وظلوا مكمومى الأفواه معصوبين العينين عما يحدث بآثارنا العظيمة التى تحسدنا جميع الدول وبالأخص الغرب عليها فيتمنون أن يمتلكوا ولو نصف هذه الآثار لكانوا احترموها وجعلوا من دولهم بلدا آثريًا متقدما تقدماً أكثر مما هم فيه.

 

والواقع المرير الذى نعيشه الآن هو الإهمال أو سرقة الآثار ونكتشف بعد مدة من الزمن بعرض قطعنا الأثرية بمعارض ومتاحف بالخارج ولا يعلم أحد لمصلحة من ذلك؟

 

حضارة مصر تصرخ من أعماقها مما يحدث بها وما سوف يحدث لها مستقبلا ولكنها تظل صامدة متمثلة فى أهرامها ومعابدها وصامتة لا تبوح بما تخبئة بداخلها ويشهد على ذلك أبو الهول الذى مرت عليه السنون والأزمان ولكنه صامت فى مكانه يشهد على عظمة حضارة.