أخبار عاجلة

البطل «سليمان خاطر» ابن الشرقية الذي قتل 7 إسرائليين على الحدود وتمني «مبارك» برائته

الأربعاء 05 أكتوبر 2016 10:25:00 مساءً

وليد جاد

نشأ سليمان خاطر في جو ريفي متدين. ولد عام 1961 في قرية إكياد البحرية التابعة لمدينة فاقوس في محافظة الشرقية، وبعد حصوله على الثانوية العامة، التحق بالجيش المصري مجنداً، ودرس في كلية الحقوق أثناء تجنيده.واتهم بقتل عزل إسرائيليون وهذا نص التحقيق:

 

سأل المحقق سليمان: "بماذا تعلل إطلاقك النار على نساء وأطفال عزل؟".

 

ج: "دي منطقة ممنوعة، وممنوع أي حد يتواجد فيها وده أمر، وإلا يبقى خلاص نسيب الحدود فاضية وكل اللي تورينا جسمها نعديها".

 

س: "أما كان يجب أن تضع في التقدير أن معظمهم من النساء والأطفال؟ وأن أحداً منهم لم يصدر عنه ما يمكن أن يكون عامل استفزاز لك؟".

 

ج: "مسؤوليتي حراسة الموقع، وأنا ما قتلتش أطفال لأني ما شفتش أطفال، لأن الشمس كانت غابت، وأصغرهم كان يقاربني في الطول".

 

وأثناء وجوده في السجن، زاره فريق أطباء نفسيين، وكتبوا تقريراً قدموه للمحققين معه، جاء فيه أن سليمان عندما رأى الأشخاص يتقدمون نحوه أحس بالخوف الشديد يتملكه، وحذرهم باللغة الإنجليزية لكنهم لم يبتعدوا ما أصابه بالرعب منهم، فتظاهر بإطلاق الرصاص عليهم ليخافوا منه، لكنه كان هو الخائف والمرتعد وهو يمسك بسلاحه ويتخشب عليه، حتى انطلقت طلقة، يذكر أنه فوجئ بها. فوجد شخصاً يقع على الأرض والدماء تنزف منه. وحين رأى الدم يسيل من الشخص القتيل، لم يدرِ ماذا حدث بعد ذلك، حتى وجد نفسه بعد فترة قصيرة راقداً في مكان آخر على الجبل.

 

وأكد سليمان أنه لم يكن يعلم أن من اقتحموا نقطة حراسته إسرائيليون، لكنه اعتبرهم معتدين، خصوصاً أنه وزملاءه لم يكن معهم سوى أسلحة بسيطة. ويوجد في النقطة جهاز إشارة مشفّر "جهاز اتصال"، والحصول عليه أو أي معلومات تخصه يمس الأمن القومي المصري.

 

 

انتهت التحقيقات مع سليمان، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 25 عاماً. إلى هنا، كانت قضيته مهمة، لكنها لم تؤدِ إلى أي حراك شعبي، ولم تكن مسيسة بدرجة كبيرة. وقد تحول إلى حديث الساعة في مصر، حين أعلنت وسائل الإعلام خبر انتحاره في ظروف غامضة. وهنا كان الانفجار الشعبي والسياسي.

 

وفي حوار مع مجلة المصور، نشر في 18 يناير عام 1986، قال حسني مبارك: "كنت أتمنى حكم البراءة لسليمان خاطر، كما كان يتمناها الآخرون، ولكن الذي حدث أن سليمان خاطر قتل أطفالاً ونساء، والمحكمة دانت الحادث وأصدرت الحكم، ولم نتدخل من قريب أو بعيد، ولم تكن هناك ضغوط من أي جهة، ونحن لا نقبل ضغوطاً من أي جهة. نرفض الضغوط أياً كان مصدرها، وعندما جرت محاكمته وكان لا بد من محاكمته، لأن الحادث وقع على الأرض المصرية، ولأن هناك ضحايا، ولأن سيادة الدولة تعني سيادة قانونها، ولأن عدم محاكمته تعني أن ندخل في عمليات انتقامية، وأن نقدم المبرر لكي يفعل الشيء نفسه جندي إسرائيلي في موقعه على الجانب الآخر من الحدود. وعندما جرت محاكمته سارعوا إلى التشهير الكاذب، (المعارضة المصرية)، بأن هناك ضغطاً على مصر، وأن إسرائيل ربطت بين قضية طابا وضرورة محاكمة سليمان خاطر".

 

 

 

 

 

صور اخرى