أخبار عاجلة

صالح سليم .. «المايسترو» عازف المبادىء بالنادى الأهلى و صائد الألقاب والبطولات

السبت 01 أكتوبر 2016 12:58:00 صباحاً

محمد محمود

«الباب يفوت جمل» هذه كانت سياسته فى قيادته للقلعه الحمراء نحو حصد الالقاب و «الأهلى فوق الجميع» كانت من اشهر مقولاته و« الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه»، حاز صالح سليم احترام ومحبة مشجعي ومتابعي الكرة المصرية و كان بناء اسطورة صالح سليم هو اتساع دولاب النادى الاهلى بالالقاب .

 

حياته

 

 

 

ولد «صالح محمد سليم» الأب الروحى كما لقبته جماهير النادى الاهلى،  فى 11 سبتمبر عام 1930 فى محافظة المنوفية و أحب صالح سليم لعبة كرة القدم منذ صغر سنه، فكان دائما ما يمارس هوايته مع أطفال الحى الذى يقطن به، وهو احد ابناء الجراح المعروف آنذاك "محمد سليم"، ووالدته هي السيدة "زين الشرف" التي كان والدها من أشراف مكة المكرمة قبل انتقاله للعيش في تركيا ومنها إلى مصر .

 

 تعرف والد صالح سليم على والدته عندما كان يجري لها عملية جراحية خلال إقامتها مع عائلتها في مصر، وتزوج منها وأنجب ثلاثة ذكورهم : "  صالح، عبد الوهاب وطارق" .

 

تعرف صالح سليم على زوجته السيدة "زينب لطفي" على متن باخرة متجهة إلى "الحوامدية" فأعجب بها وقررا الزواج منها، وقوبل هذا القرار بالاعتراض من قبل والد صالح ووالدته، بسبب عدم إكمال صالح لدراسته الجامعية، فقُرر تأجيل إقامة حفل الزفاف إلى إنهاء صالح دراسته، وبعد إنهائه لدراسته الجامعية وحصل على شهادة "بكالريوس تجارة"، تزوج من "زينب لطفي"، واستمر الزواج حتى وفاته، وأنجبت "زينب لطفي" لصالح سليم إبنيه : " هشام سليم و خالد سليم " وكانت هذه الزيجة الوحيدة في حياة صالح .

 

مشواره الكروي

 

 

 

التحق صالح بصفوف الناشئين بالنادى الاهلى عام 1944 و انتقل فى نفس العام لصفوف الفريق الاول حيث لعب فى صفوف الفريق الاول حتى عام 1963، وكانت أولى مبارياته بالفريق الاول ضد النادى المصرى عام 1948 و انتهت المباراة بفوز النادى الاهلى بثلاثة اهداف نظيفه احرز خلالها أولى اهداف مسيرته الكروية .

 

اما عن اول مباراة رسمية له مع الشياطين الحمر فى اول بطولة دورى رسمية عام 1948 امام نادي الجالية اليونانية بالإسكندرية، خاض الكابتن صالح سليم تجربة الاحتراف فى فريق جراتس بالنمسا عام 1963، ثم عاد مرة اخرى الى القلعة الحمراء ليستكمل مسيرة النجاح عام 1967 حتى قرر اعتزال لعبة كرة القدم و كانت آخر مباراة رسمية يشارك فيها صالح سليم أمام الطيران .

 

حقق المايسترو صالح سليم 19 بطولة خلال مسيرتة كلاعب مع النادى الاهلى منهما 11 بطولة دورى عام و 8   كأس مصر و احرز طوال مسيرتة الكروية 101 هدفا منهم 9 مع الفريق النمساوى و مع الشياطين الحمر 92 هدفا 74 فى الدورى العام و 14 فى كأس مصر ، وحقق صالح سليم إنجازاً شخصياً كونه اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف .

 

حصد المايسترو هو وجيله من اللاعبين الدوري للأهلى ٩ مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن، و على الصعيد الدولى كان صالح سليم دائماً من ضمن القائمة الأساسية للمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967حيث انضم صالح سليم إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية  بروما عام ١٩٦٠.

 

قيادته للفريق الأحمر

 

 

 

لم تتوقف مسيرة صالح سليم بالاعتزال، حيث عمل بالنادي الاهلى  كمدير للكرة عام ١٩٧١ حتى عام ١٩٧٢ حين قرر خوض انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بعد انتخابه لعضوية مجلس الإدارة، وحصل على نسبة 45% من الأصوات بفارق ضئيل عن رئيس النادي، الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجي. لم ييأس صالح سليم، بل خاض الانتخابات للمرة الثانية في عام 1980 واستطاع الفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، وقد سانده نجوم النادي الأهلي في ذلك الوقت مثل محمود الخطيب، مصطفى يونس، ثابت البطل، مجدي عبد الغني والكثير من أعضاء النادي الذين زاد عددهم بصورة كبيرة.

 

استمر صالح سليم في رئاسة النادي الأهلي حتى عام 1988 حين قرر الابتعاد عن الساحة وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة، إلا أنه لسوء نتائج النادي الأهلي كان من اللازم عودة صالح سليم لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادي الأهلي وكان ذلك في العام 1990، لاسيما وأنه شهد له الفضل في تحقيق أغلب بطولات النادي خلال فترة تواجده به.

 

 قاد صالح سليم الأهلي حتى عام 1992، وجرت الانتخابات أعوام 1996 و2000 واستطاع صالح سليم باسمه وإنجازاته إدخال الاستقرار داخل النادي الأهلي، بشعاره المعروف " الأهلي فوق الجميع" و "الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه" حاز صالح سليم احترام ومحبة مشجعي ومتابعي الكرة في مصر، وليس مشجعي النادي الأهلي فقط، بإخلاصه وحبه للنادي الأهلي وعطائه الذي استمر حتى وفاته عام 2002،و كان لصالح سليم رقما قياسيا و انجازا لم يحققه اى رئيس سابق او حالى للنادى الاهلى و هو احراز 53 بطولة فى عهده كرئيس للنادى الاهلى .

 

صراعه مع المرض

 

 

 

بدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام ١٩٩٨ عندما كان صالح يقوم بفحوصاته الدورية التي يجريها كل ٦ أشهر لدى طبيبه.

 

حيث أخبر الطبيب صالح بأنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشة صالح لأطبائه لبدء العلاج علم أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده لا يمكن استئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب ب تليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بـ " فيروس سي " ، كما علم بأن كبر سنه لا يسمح له بإجراء زراعة الكبد.

 

 لم ييأس صالح، بل رضخ لنصائح الأطباء بإتباع أسلوب جديد للعلاج، ألا وهو العلاج الكيماوي الموضعي، وهو يتكون من حقن المادة الكيماوية داخل الكبد نفسه، في المنطقة المصابة، كما نصحه الأطباء باتباع "علاج حراري" إلى جانب العلاج الكيماوي، وذلك لقتل الخلايا السرطانية.

 

وفاته

 

 

 

 التزم صالح سليم بالعلاج الذي اقترحه أطباؤه، وكان يداوم على زيارة لندن لمتابعة حالته الصحية والوقوف على تطوراتها، إلا أنه لم يفصح لـ الرأي العام عن سبب زياراته المتكررة للندن وعن خروجه المتكرر إلى خارج البلاد، فهذه التساؤلات التي دائماً ما كان يجيب عنها صالح بأنه "يسأم من تواجده لفترة طويلة في القاهرة" أدت إلى إتهامه بالإهمال في إدارة النادي الأهلي المصري.

 

 مجدداً لم يفقد صالح ثباته وعزيمته في مواجهة المرض، ولم ييأس حين وجهت له تهم الإهمال، بل فضل عدم الإفصاح عن مرضه للرأي العام لاعتقاده أن مرضه "شيء يخصه وحده".

 

 ازدادت حالة صالح سليم الصحية سوءاً، فانتشرت الخلايا السرطانية إلى خارج الكبد وانتقلت إلى الأمعاء فاضطر الأطباء إلى إجراء عملية استئصال لأجزاء من الأمعاء، لكن ساءت حالة صالح الصحية ودخل في "غيبوبة متقطعة" إلى أن وافته المنية صباح يوم السادس من مايو عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز ٧٢ عاماً، وشيع جثمانه مئات الآلاف من المصريين.

 

 

 

 

 

 

صور اخرى